المعهد الدنماركي لمناهضة التعذيب – ديجنيتي يقف إلى جانب ضحايا جرائم الحرب في إسرائيل/فلسطين

إن ديجنيتي تشعر بالذعر من قتل المدنيين واحتجاز الرهائن على يد الجماعات الفلسطينية المسلحة، والقصف الإسرائيلي المكثف على غزة و حصارها بشكل كامل. و تروعنا الزيادة السريعة في حصيلة القتلى المدنيين وتفاقم حالة الطوارئ الإنسانية في غزة.
يتزايد عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين بسبب القصف المكثف للقوات الإسرائيلية مع كل قنبلة. وحسب آخر الاحصائيات، يمثل عدد النساء والأطفال تقريبا نصف عدد القتلى. ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، بلغ عدد النازحين أكثر من مليون شخص، أي ما يقارب نصف سكان غزة. كما أن المحدودية الشديدة للوصول إلى مياه شرب نظيفة وتواصل إنقطاع الكهرباء لعدة أيام يعمقان الكارثة الإنسانية المحدقة.
إن الهجمات المتعمدة والمفرطة والعشوائية على المدنيين التي شهدناها منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر قد ترقى إلى جرائم حرب.
ومع ذلك، ومع اقتراب الأزمة من يومها العاشر، أخفق الكثيرون في المجتمع الدولي في الاضطلاع بمسؤولياتهم عن تحقيق وضمان حماية المدنيين في غزة. وحيث تنكشف الاعمال الوحشية كل ساعة مقابل الصمت الذي يصم الآذان من جانب العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فإن عدم اتخاذ الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إجراءات متضافرة لحماية حياة المدنيين يجازف بشكل خطير بتقويض مصداقية هذه المؤسسات ونظام سيادة القانون الذي بنيت عليه.
ولا يمكن فصل العنف المتصاعد والحصيلة المتزايدة للقتلى عن عقود من الاحتلال والقمع للشعب الفلسطيني والفشل في ضمان حل قابل للتطبيق للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
فالسبيل الوحيد إلى السلام المستدام هو معالجة الأسباب الجذرية للنزاع.
وإن قوانين الحرب تنطبق على جميع أطراف النزاع. فيجب على كل من قوات الأمن الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية احترام اتفاقيات جنيف، وضمان حماية المدنيين من القتل والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية.
تحث ديجنيتي المجتمع الدُّوَليّ على مطالبة جميع الأطراف بالالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدَّوْليّ والقانون الدُّوَليّ لحقوق الإنسان. ويجب دائما حماية السكان المدنيين من الهجمات العشوائية وضمان سبل الانتصاف للضحايا وتقديم الجناة إلى العدالة.
وتظل منظمة ديجنيتي على أتم الاستعداد لتقديم خبرتها ودعم الجهود المبذولة لتوفير خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي و الطبي للضحايا. نحن ملتزمون أيضا بالمساعدة في توثيق التعذيب والمعاملة اللاإنسانية وجرائم الحرب الأخرى لضمان العدالة للناجين والمساعدة في محاسبة الجناة على جرائمهم الدولية.
ونحث الحكومة الدنماركية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي على المطالبة بالوقف الفوري لجميع الإعتداءات العشوائية على المدنيين والأهداف المدنية، وفتح معبر إنساني لتأمين إمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك الغذاء والمياه والأدوية.
بالإضافة إلى ذلك، وبصفتنا منظمة تعنى بحقوق الإنسان شاركت في محاربة التعذيب وإعادة تأهيل الناجين من التعذيب مدة 30 عامًا بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني في إسرائيل وفلسطين، فإننا نشعر بقلق عميق بشأن احتمالات قطع المساعدات الدولية.
نحن ندعو المانحين الدوليين لتأمين استمرار المساعدات الإنسانية ومساندة السكان المدنيين على مدى أطول، فضلا عن تقديم الدعم لضمان تحقيق العدالة والمسائلة.